معجزاته

يؤمن المسلمون جميعًا بأن المعجزة الكبرى للنبي محمد والتي تحدّى بها الناس هي القرآن.^[352] ثم أثبت أغلبهم معجزات حسيّة أخرى لمحمد منسوبة إليه فيكتب الحديث، وقد عارضها قومٌ لِمَا نزل في القرآن بأنّ محمدًا لم يُؤتَ معجزات إلا القرآن،^[353] في آية  وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا  .^[354] بينما تمسّك الأخرون بإثباتها باعتبار أنه لم يُقصَد بها التحدّي وإقامة الحجّة على صدق محمد، بل كانت تكريمًا له وتأييدًا، وعناية به.^[352]

[عدل]القرآن

 مقالات تفصيلية :القرآن و الإعجاز العلمي في القرآن

المصحف العثماني، أقدم نسخة من القرآن.

بحسب اعتقاد المسلمين، فإنَّ القرآن هو معجزة النبي محمد الأساسية التي لم يستطع أحد على مر العصور أن يأتي بمثله بالرغم من تحدّيه بذلك،^[355] حيث ورد في القرآن  قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا  . ويتمثل إعجاز القرآن بشكل أساسي في بلاغته وفصاحته، فكان الإعجاز اللغوي هو أول وأهم أسباب إعجاز القرآن، والذي يشمل عدة أوجه، منها حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته، ومنها صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومنهاج نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفت عليه مقاطع آياته وانتهت إليه فواصل كلماته ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له.^[355] ومن وجوه الإعجاز الأخرى ما انطوى عليه من الأخبار بالمغيبات وما لم يكن فوجد كما ورد، وما أنبأ به من أخبار القرون الماضية والشرائع السالفة.^[355] وحديثًا ظهر تيار يعتقد بوجود إعجاز علمي في القرآن، حيث تفسر بعض الآيات على أنها تثبت نظريات علمية لم يكتشفها العالم إلا بعد فترة طويلة جدًا من ظهور القرآن.^[356]

[عدل]انشقاق القمر

 مقال تفصيلي :انشقاق القمر

صورة لأخدود وُجد على سطح القمر أُخدت من قبل طاقم أبولو 10،^[357] ويعتقد علماء المسلمين بأنه نتيجة معجزة انشقاق القمر.^[358]

أجمع المفسرون وأهل السنة من المسلمين على وقوع معجزة انشقاق القمر لأجل النبي محمد،^[359] كإحدى المعجزات الباهرات،^[360] وكان ذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.^[360] قال عبد الله بن مسعود«انشق القمر على عهد رسول الله  فرقتين؛ فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله : «اشهدوا». وقال المشركون: هذا سحرٌ سحركم ابن أبي كبشة، ولكن انظروا إلى من يقدم من السفّار فسلوهم، فقدِموا فسَألوهم فقالوا: رأيناه قد انشق».^[361][362] وفي ذلك نزلت آية من القرآن  اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ  .^[360] يرى معظم المؤرخين الغربيين عدم مصداقية هذه المعجزة محتجين إنكار القرآن نفسه بحدوث معجزات.^[363][364] كما ينكر علماء الفضاء وجود دليل علمي على حدوث انشقاق في القمر.^[365]

[عدل]إخباره عن الغيب

نبوءة النبي محمد حول فتح القسطنطينية، منقوشة على إحدى بوابات آيا صوفيا: "لتفتحنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".

من ذلك إخباره يوم غزوة بدر بمصارع قريش، فلم يحد أحد منهم مصرعه الذي عيّنه،^[366] وإخباره عنالحسن بن علي بن أبي طالب أن الله سيُصلح به بين فئتين من المسلمين.^[367] وإخباره أن ابنته فاطمةأول أهله لحوقًا به بعد موته،^[368] وإخباره بشأن كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بنية المسلمين بفتح مكة،^[369] ومن ذلك إخباره عن فتح القسطنطينية، ومن ذلك ما قاله حذيفة بن اليمان«قام فينا رسول الله  مقامًا فما ترك شيءًا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه حفظه من حفظه ونسيه من نسيه.. والله ما ترك رسول الله  من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدًا إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه وقبيلته».^[369]

[عدل]نبوع الماء من بين أصابعه

الحجرة النبوية والتي كُتب حولها قصيدة تبقّى منها أبيات تشير لمعجزة نبوع الماء: «يَا مَن تفجّرتِ الأنهَارُ نابعةً ** مِن أُصبَعيهِ فَرَوَى الجَيشَ بالمدَدِ».

تروي كتب الحديث والسيرة وقوع معجزة نبوع الماء من بين أصابع النبي محمد ولم تكن لأحد قبله، والتي قد تكررت في عدة مواطن،^[370] حتى عدّ فقهاء المسلمين أن ذلك الماء أشرف أنواع المياه.^[371] يروي أنس بن مالك أحد تلك الحوادث قائلاً «رأيت رسول الله  وحانت صلاة العصر، فالتمس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله  بوضوء، فوضع رسول الله  يده في ذلك الإناء، فأمر الناس أن يتوضؤوا منه، فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم».^[372][373]

[عدل]حديثه مع الحيوانات والجمادات

من ذلك سماح صوت تسبيح الحصى في كفه،^[374] وتكليم الذراع من الشاة التي سُمَّت بأنها مسمومة،^[366] وتسليم الشجر والحجر عليه قبل أن يُبعث،^[375] ومشي الشجر له، إذ يروي عمر بن الخطابفيقول «أَمَر النبي  فنادى شجرة من قِبل عَقبة أهل المدينة، فأقبلت تخدّ الأرض (تمشي مسرعة) حتى انتهت إليه فسلّمت عليه، ثم أمرها فرجعت إلى موضعها».^[376] ومنها حنين الجذع الذي كان يخطب عليه حين اتخذ المنبر، فاحتضنه وكلّمه، وقال «لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة».^[377] أما معجزاته مع الحيوانات، فمن ذلك قصة البعير الذي اشتكا لمحمد كثرة العمل وقلة العلف،^[378] والجمل الذي بكى حين رأى محمدًا وشكا إليه أن صاحبه يجيعه،^[379] وجمل آخر يُقبِل على محمد ويخرّ ساجدًا بين يديه بعد أن استصعب على صاحبه.^[380]

[عدل]إبراءه المرضى وذوي العاهات

من ذلك ما رُوي يوم أحد من ردّه عين الصحابي قتادة بن النعمان إلى مكانها بعد أن سالت حدقته على وجنته حتى عادت إلى حالها فكانت أحسن عينيه،^[381] ونفثه في عين علي بن ابي طالب وقت غزوة خيبر عندما كان أرمد لا يكاد يبصر.^[382] وخبر عثمان بن حنيف أنّ رجلاً ضريرًا جاء محمدًا يريد كشف بصره، فعلّمه أن يقول «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد  نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضيها لي، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي»،^[383] فأصبح ذلك الرجل بصيرًا.